بعد اعلان اعتزاله... الزلاوي يفتح النار على لجنة التحكيم الليبية

تفاجأ الشارع الرياضي الليبي باستقالة الحكم محمد الزلاوي واعتبرها خسارة كبيرة للتحكيم الليبي، خاصةًً أنه ما زال في أوج عطائه ولديه الخبرة الكافية لقيادة أقوى المباريات محلياً ودولياً، ولياقته البدنية العالية تمنحه الإستمرار لسنوات قادمة فوق الملاعب.
إستقالة غير متوقعة فاجأت الجميع، نظراً لما يتمتع به هذا الحكم من نزاهة وحنكة قادتاه لحمل الشارة الدولية لعدة مواسم على الرغم من الإنتقادات التي تعرض لها، ولعل أبرز المباريات التي لن ينساها الزلاوي وستظل عالقة في أذهان الجمهور الليبي تلك التي أدارها في الموسم قبل الماضي بتاريخ 9/5/2008 بين أهلي طرابلس والمدينة على ملعب 11 يونيو الذي شهد حالة من الدمار والفوضي بعد موجة الشغب التي حلت عليه من جمهور أهلي طرابلس الذي صب جام غضبه على الحكم الزلاوي بعد طرده لظهير فريقه الأيسر محمد المغربي في الدقيقة (18)، ولولا هدف المدافع عمر داوود (52) الذي عدل به النتيجة لأهلي طرابلس 2/2 لكان الدمار أكبر وأعظم.
ضحية المباراة لم يكن طرفاً في هذه الموقعة، ولكن يبدو أن الجمهور أنتهز الفرصة وأخرج ما يكتنزه من غل وغضب أشتعلت بهما أوراق صحيفة الشباب والرياضة التي لطالما أتهمها بتحيزها ووقوفها مع خصمه اللدود فريق الاتحاد ، وأتى على مقرها وأضرم فيه النار، ولسوء حظ هذه الصحيفة أنها كانت في متناول أيدي هذه الجماهير الغاضبة وهي التي لا يبعد مقرها سوى أمتار قليلة عن مكان الحدث "ملعب 11 يونيو" .
بعد هذه الواقعة ظن الجميع بأن الزلاوي سيعتزل ويضع حداً لمسيرته التحكيمية ، بعد تعرضه لسيل من الإتهامات والأنتقادات التي كادت أن تطيحه من عليائه، ولكن أتضح فيما بعد بأن هذه المحنة زادته إصراراً وقوة لمواصلة التألق وأضحي في ما بعد يشار إليه بالبنان بعد أن وجد المساندة والتأييد من زملاءه في المهنة، وفي الموسم الموالي 2008/2009 أبدع فأقنع وأنتظر أن يكافأ بالشارة الدولية ولكن كما يقول المثل الشهير "لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن" .
صحيفة الشباب والرياضة التي كانت ضحية لصافرة الزلاوي التي تسببت لها بالأذى والدمار، هي نفسها التي أعلنت طلاق الزلاوي من الصافرة وفسحت له المجال ليصرح بحقائق خطيرة مست سمعة لجنة التحكيم العامة ووضعتها على المحك .
في عددها الصادر يوم الثلاثاء 5 يناير 2010 أجرت الصحيفة حواراً مطولاً مع الحكم محمد الزلاوي عن طريق مراسلها في مدينة بنغازي "عصام حسين" ، فجر من خلاله الزلاوي جملة من الحقائق التي شغلت الرأي العام على مدار الأسبوعين الماضيين ووضعت علامات الاستفهام الكبيرة على واقع التحكيم المتأزم .
وأستهل الزلاوي كلامه قائلاً : "العمل مع لجنة التحكيم الحالية لا يشرفني ولذلك قررت الاعتزال" ، وأردف مسترسلاً في كلامه : في البداية يجب أن يفهم الشارع الرياضي بأن المشاكل بيني وبين رئيس لجنة التحكيم الحالية بدأت الموسم الماضي من خلال التكليفات الخاصة بإدارة المباريات وقبل أن يتولى الرئيس الحالي مهمته قمت بإدارة تسع مباريات في مرحلة الذهاب وبعد توليه لمهام رئاسة اللجنة كلفت بإدارة خمس مباريات فقط في مرحلة الأياب ، وهنا أتساءل هل من المعقول أن يقوم حكم دولي بإدارة خمس مباريات فقط خلال مرحلة الأياب ، وعندما تساءلت عن الأسباب أجابني رئيس اللجنة قائلاً : "عندي مائة حكم" !!
وتبين في ما بعد بأن الأمور تحولت إلى مسألة تصفية حسابات ، وأعتقد بأن الأمر لا يخلو من الغيرة لأن الرئيس الحالي لم يحظى بإدارة مباراة دولية طيلة عمله في هذا المجال ، وعلى الرغم من الاتصالات والتدخلات من رئيس الاتحاد العام ومن بعض الاصدقاء لإقناعي للعودة إلى الملاعب يعتبر قرار اعتزالي نافذ و لا رجعة فيه مهما كانت الأسباب .
ويضيف الزلاوي قائلا: في ملتقي الحكام بمدينة مصراتة قبل بدء الموسم الكروي وعد أكثر من حكم بالشارة الدولية من قبل رئيس لجنة التحكيم ، هناك بعض الحكام يستحقون نيل الشارة الدولية ولكن هناك حكام آخرون لا سيتحقونها ومنحت لهم نتيجة المحاباة والمجاملة ، وهنا أتساءل أين أختفت معايير الحصول على الشارة الدولية ؟
90% من الحكام الدوليين لا يجيدون اللغة الإنجليزية إلا بمصطلحاتها الرياضية، كما أن هناك بعض الأندية تتدخل في ترشيح بعض الحكام للشارة الدولية ولهذا السبب لا نشاهد حكام ليبيون في المسابقات الإقليمية والدولية منذ اعتزال الشلماني والهواري بأستثناء حكم او أثنين ، وأحب أن أضيف معلومة بسيطة وهي أن الحكم محمد الشلماني طلب منه الانسحاب من دولية الشاطئية لهذا الموسم حتى يمنح الشارة الدولية في الموسم القادم .
ويسترسل الزلاوي في كلامه منتقداً فكرة الإستعانة بالحكام الاجانب و التي أفقدت الحكام الليبيون الثقة في أنفسهم ويقول : "هذا يعكس ضعف لجنة التحكيم ورضوخها لطلبات بعض الأندية المعروفة" ، وللأسف الشديد فهناك بعض الحكام لياقتهم البدنية ضعيفة جداً وعلى الرغم من ذلك نراهم اليوم يحكمون في المباريات، وعلى هذا الأساس أطالب اتحاد الكرة بأن تكون هناك لجنة مستقلة تتمتع بالنزاهة والمصداقية تشرف على امتحانات اللياقة البدنية لهولاء الحكام .
وختم الزلاوي حديثه قائلاً: "انا راض عن مشواري مع الصافرة والذي دام لحوالي 17 عاماً ، عدد المباريات التي قمت بتحكيمها تجاوز الـ 155 مباراة في مسابقة الدرجة الأولى ، كان من بينها مباراة الديربي "أهلي طرابلس والاتحاد" ، أدرت المباريات بنزاهة وإن كانت هناك أخطاء فنحن بشر وتبقى هذه الأخطاء هفوات غير مقصودة ، وبالمناسبة كنت اتمنى تحكيم مباراة تجمع أهلي بنغازي مع النصر "ديربي مدينة بنغازي" ولكن الظروف حالة دون ذلك... وأحب أن أشكر الفرق واللاعبين والإعلاميين الذين تعاونوا معي خلال مشواري مع الصافرة وحالياً أقوم بمراقبة المباريات".
المفاجأة التي فجرها الزلاوي أثارت جدلاً كبيراً في الشارع الرياضي وأكدت ما كان متداولاً عن بعض تجاوزات لجنة التحكيم والتي من بينها تهاونها فيما يتعلق بأهم الأشياء التي يجب أن يتمتع بها الحكام ألا وهي اللياقة البدنية ، وينتظر أن تطفو المزيد من الحقائق على السطح بعد أن فتح الباب على مصرعيه لطرح المزيد من التساؤلات ، ولا يبدو أن الأمور ستنتهي عند هذا الحد وستبقى مرهونة باستقالة ثانية لأحد الحكام ممن تم إسقاطهم من حسابات الشارة الدولية لعلها تكون القشة التي ستقسم ظهر لجنة التحكيم وتكشف المستور .

المصدر

» «محمد حسام» يعلن رحيله عن لجنة الحكام نهاية الموسم‏ الحالي
» مواقع وصحف تفتح النار على المنتخب المصري وتتهم اللاعبين بتناول المنشطات